الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية اعتصام الحسم بمقر معتمدية الرقاب : تهديد بتصعيد غير مسبوق، فهل تتحرك السلط المركزية قبل الدقيقة 90 ؟

نشر في  16 أوت 2017  (12:00)

ستّ سنوات من الوعود الزائفة و الإنجازات الوهميّة التي تنتهجها الحكومات المتعاقبة منذ ثورة 17 ديسمبر وبعد تضحيات أهالي معتمدية الرقاب من أجل النهوض بالبلاد و الخروج بها من دائرة التهميش والدكتاتورية، وبالرغم ما قدّمته هذه المدينة من خيرة شبابها شهداء فداء لهذا الوطن لينعم أهاليها ببعض من الفتات، الاّ ان مظاهر التهميش والفقر أستفحلت بشكل واضح في السنوات الأخيرة...
تضم معتمدية الرقاب من ولاية سيدي بوزيد قرابة الألفي معطل عن العمل، هناك من هاجر خارج المدينة ليوفر لقمة العيش لعائلة ضاق حالها ، وهناك من إشتعل رأسه شيبا وتجاوز السنّ القانونية لإنتدابه في الوظيفة العمومية .

كلهم يدٍ واحدة في اعتصام شعاره «حقي في التشغيل مانيش مسامح فيه»

المعتصمون بمقر معتمدية الرقاب أطلقو شعار «الحسم» على اعتصامهم الذي وصفه أبناء الجهة بالتاريخي ليبقى السؤال مطروح هل سيتم الحسم في مشكلة البطالة ؟ قبل شهر رمضان المعظم بأسبوع انطلقت مجموعة من الشباب المعطّل عن العمل من حاملي الشهائد العليا بالرقاب في تحرك إحتجاجي داخل بهو المعتمدية بصفة دوريّة ليتم بعدها الاعلان عن الدخول في إعتصام مفتوح بساحة المعتمدية وبناء خيمة والهدف واحد وهو التشغيل، ومع مرور الأيام بدأت كرة الثلج تتوسّع و بدأت الفكرة تتطور ليطلق الشباب «إعتصام الحسم».
ورغم اختلاف الإيديولجيات الا ان الفكرة والهدف مشترك وهو حق الشباب في التشغيل والكرامة. السلطة لم تتغير كثيرا على سلطة النظام البائد التهميش متواصل واللامبالاة هي سيدة الموقف، وقفات إحتجاجية وبيانات ومسيرات توّجت بجلسة يتيمة مع السلطة الجهوية لم تأت أكلها. فكان الرجوع الى خيمة الإعتصام هو الحلّ الوحيد رغم حرارة الطقس، وقد أبدى عدد من الأحزاب السياسية والمنظمات الوطنية والجمعيات مساندتهم اللاّمشروطة لمعتصمي «إعتصام الحسم» الإعتصام التاريخي الذي سيحسم وبدون شك في الملفات الحارقة في الجهة من تشغيل وتنمية.
المعطلون عن العمل في اعتصام الحسم بمقر معتمدية الرقاب رفضو وتصدّو الى كل المحاولات الفاشلة التي كانت ذهيت في اتجاه فكّ إعتصامهم عن طريق ممارسات وصفها المعتصمون في أكثر من بيان بالقذرة والدنيئة التي تنتهجها السلط الجهوية والممثلة في شخص والي سيدي بوزيد. البيانات التي أصدرها الإعتصام كانت شديدة اللهجة لعل البيان الأخير خير دليل والذي يحمل عنوان «سقط قناع والي سيدي بوزيد « حيث حاول والي الجهة ضرب نضالات المعطلات والمعطلين، تارة بالتهديد بالمحاكمات الصورية تحت عنوان تعطيل المرفق العام ، وطورًا عبر بث الإشاعات (مقترحات قوائم إعتباطية) لتغذية الإنقسامات بين المعطلين عن العمل ، ليصل به الحد الى تمرير قائمة إسمية لرئاسة الحكومة (قائمة الثمانون) أصبحت محور حديث الشارع المحلي و في عموم جهة سيدي بوزيد و ذلك بالتنسيق مع أطراف لا علاقة لها بالاعتصامات التي تشهدها أغلب معتمديات ولاية سيدي بوزيد ( الحسم بالرقاب ، ضاع العمر بسيدي علي بن عون، الصمود بمنزل بوزيان ...) ولغايات أفصح عنها سابقا خلال أغلب جلساته مع ممثلي الحراك الإجتماعي، جددت تنسيقية اعتصام الحسم بمقر معتمدية الرقاب دعوتها لعموم المعطلات و المعطلين عن العمل إلى الوحدة على قاعدة المشترك « البطالة و التهميش « وان الممثل الشرعي لاعتصام المعتمدية تمثيلا و تفاوضا هي التنسيقية المفوضة من طرف المعتصمين بالتنسيق مع الاتحاد المحلي للشغل بالرقاب دون سواهما .
و إذ تعري هذه الممارسات مرة أخرى نهج والي الجهة في مزيد تعميق الأزمة الإجتماعية بالجهة وتفضح تخبط قراراته الإرتجالية فإنها لا تعدو كونها مجرد محاولة لخلط الأوراق باعتبار عدم قدرته على حل الاشكاليات العالقة بالجهة.

تحركات تصعيدية مطروحة خلال الأيام القادمة

في حديث لـ «أخبار الجمهورية « عبر المعتصمون ومسانديهم عن حالة الغضب والإحتقان التي تسود الجهة وصفوف المعطلين نتيجة تجاهل السلط المعنية لمطالبهم في التشغيل والتنمية بالجهة ، مؤكدين على تمسكهم بلائحة مطالب الأعتصام مهددين بالتصعيد بكل الوسائل المتاحة ، حتى تحقيق مطالبهم التي تتجاوز المعتصمين لتشغيل المعطلين من ابناء الرقاب.

اتحاد الشغل في الموعد

الإتحاد المحلي للشغل كان حاضرا في جلّ التحركات السلمية التي خاضها المعتصمين في مقر معتمدية الرقاب هذا الى جانب إصدار بيانات مساندة وداعمة لمطالب المعطلين المعتصمين والمتمثلة أساسا في التشغيل والحق في العيش الكريم ، محذرا السلط المعنية من مواصلة سياسة اللامبالاة تجاه الفئات الضعيفة ، وتطالب المنظمة الشغيلة السلط المعنية بضرورة فتح قنوات الحوار والتفاوض والتسريع في حلحلة المشاكل العالقة في جهة الرقاب.

منير الهاني